Description
تأليف وإعداد وتصميم
المهدي بن حميدة
منذ أن أتممت الجزء الأول من مذكّراتي وانا أتشوّف إلى إتمام هذا الجزء المهم من حياتي والمتعلق بالجانب الدعوي والحقوقي في تجربتي التي خضتها على مدى ربع قرن (1987-2012)، والتي سوف آتي على ذكر بعض التفاصيل فيها من أجل هدفين اثنين:
- الأول: إظهار الحقيقة[1] في كل ما تعلق بهذه التجربة
- الثاني: والعمل على تجاوز الأخطاء والتوجه نحو مستقبل أفضل.
لذلك أسميت هذا الجزء وعنونته بـ”الحقيقة والعمل”، وفي نفس الوقت هو اسم للجمعية التي امضيت فيها جزء مهما من هذه المرحلة (2000-2010) والتي سوف أسرد أهم المحطات التي مرت بها جمعية “الحقيقة والعمل[2]“، التي يلامس فيها التاريخي/التوثيقي، والسياسي والحقوقي فيحتك الواحد بالآخر، من أجل نفس الأهداف ألا وهي ذكر للتاريخ وتجاوز لفتح آفاق المستقبل.
كما وضعت هذه المذكرات في سياقها التاريخي العام الذي تمر به الأمة والبلاد/تونس من محاولات للإصلاح والنهضة والتبشير بأفكار سياسية ونهضوية للنخب التي تعاقبت على البلاد منذ بداية القرن 19.
قسمت هذا الكتاب إلى سبعة أقسام، جعلت القسم الأول للعودة إلى أصل الصراع في تونس بين شقين من رجال الإصلاح منذ بداية القرن التاسع عشر، ثم مهّدت في القسم الثاني بالتطرّق إلى الأحداث التي شكلت بدايات الصحوة الإسلامية، وفي القسم الثالث أتيت على سرد السياق التاريخي والظرف السياسي والأمني الذي حف بتونس خلال الفترة 1989-1992، وخصصت القسم الرابع للمجال الدعوي والنشاط الإسلامي بسويسرا وشملت الفترة ما بين 1992-2009، ثم أطنبت في القسم الخامس في ذكر معالم التجربة الجمعياتية والحقوقية في سويسرا وأوروبا عموما، وبيّنت الاختلاف الذي حصل مع “حركة النهضة” حول استقلالية الجمعيات والذي أودي باستقالتي من هذا الحزب سنة 2005.
ثم أتيت في القسم السادس على ذكر سياق الثورة التونسية وانفجار ما سمي بالربيع العربي، وانعكاساته على تجربتي الشخصية وما تولد عنها من مخاض سياسي وفكري وفلسفي مهّد للمرحلة السابعة والأخيرة التي جعلتها من أجل تجاوز أخطاء الماضي والاستفادة من مخزون هذه التجربة من أجل العمل على فتح آفاق لمستقبل أرحب جغرافيا وفكريا واخلاقيا وفلسفيا.
ثم ختمت كتابي هذا برسم معالم طريق “العالميّة الإسلامية الثانية”، الذي هو عنوان لمؤلّف ضخم، للفيلسوف والمفكر السوداني محمد أبو القاسم حاج حمد (1942-2004)، نُشر سنة 1979 وأصبح فيما بعد[3] مشروعا فكريا وفلسفيا وحضاريا يعتمد على الجمع بين العلوم الغيبية والعلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية (جدلية الغيب والإنسان والطبيعة) ضمن قراءة منهجية جديدة للقرآن الكريم، ليقدم بذلك ويبشّر بمستقبل أكثر عدلا ورحمة للبشرية كافة في فضاءها الجغرافي والإنساني والغيبي المطلق.
[1] وعندما أقول “الحقيقة” فأعني بها وجهة نظري التي لم يسبق لي أن عبرت عنها، والتي تتعلق بشخصي ولا تمس أي شخص آخر، لذلك سميتها “الحقيقة”، لأنه لا يعلم ما يخلج في صدر الإنسان إلا نفسه ولا احد غيره.
[2] والتي تسمى بلغة البلد الذي أنشأت فيه الجمعية – سويسرا- Vérité-Action.
[3] صدرت الطبعة الأولى في شهر مارس 1979 أزيد من 300 صفحة، ثم في الطُبعة الثانية للكتاب سنة 1996 جاء في أزيد من ألف صفحة، واختُصر في الطبعة الثالثة سنة 2004 في أزيد من 600 صفحة.
Reviews
There are no reviews yet.